" حبيبي المستعصي على الفهـم :
أرجوك إرحل عن الدنيا !
دعني أبكيكَ واحتضن صورك وذكرياتك , أقف غير بعيدٍ عن المارّين بـ جثّتك محمولة على الاعناق ,
ودموع عيني لاتجفّ !
ألوّح بـ يدي لك , أراقبهم وهم يطمسون ملامح وجهك المحبّبة إلي بـ التراب ,
كم هم كُرمـاء في إغراقـِكَ بـهذهـ الأكوام الحمراء , وفي الدعـاءِ لك بالثبات ,
وكم أنا محرومةٌ منـك حيّـاً أو ميـتاً !
أراقبـهم وأسمع وقع أقدامهم مبتعدين , أسرِعُ الخطـى وأزرع على قبرك وردةً بيضاءَ لاتذبل !
ارجوك إرحل , واجعلني أبكيكَ ميّتاً لا يعود , وليس حيّاً ذهب بـ محض إرادته عني !
إرحـل / لأنـام وأنا أحتضن طيفَ ملاكي الهـارب ولسان حالي يقول : لقد كان هنـا واختارته السماء ,
وليس : لقد كان هنـا واختار أن يرحل !
دعني أبكيك وأنا أحبك , أبكيك وأنا متيقّنة أن الذي أخذك منّي قد أخذك من الجميع , لستُ وحدي المعنيّة وإن كنتُ | الأضعف !
دعني أبكيـك وأنا مؤمنةٌ بأنّ مافعلتـُه كان صحيحاً وكافياً , وبأن السماءَ اختارتكَ قبل أن تبوحَ لي بشيء جميل ..
لن أبكيكَ وأنا يائسةٌ تشعرُ بأنها استنفدتْ طاقاتهـا هدراً !
أبكيك , وانا أعلم أن السماء تختار الأفضل دائماً , لذا حرمتك مني وآثرت أن تحتضنك لـ غدٍ أجمل !
إرحل أرجوك , كم من العـذابِ أن تشيح بـ وجهكَ عـني بعـد كلّ مافعلت !
إرحـل ولكن ليس بإختيارك , هذا الموت البطيء الذي تمارسه عليّ : يبيدني !
إرحل / ودعني اقف كـ المجنونة على قارعة الطريق ألوّح للمارّين أريهـم رسائلي التي أفنيت عمري في كتابتها لك وتركتـَها ,
لن أقول لهم هذا , بل سـ اقول / لم تمهله الدنيا لـ يكتب الردّ ! لقد كان القدر أسرع و سرقهـُ منّي قبل أن يرسم حبرهـُ على أوراقي !
أتوسّل إليك , إرحل لأنه ماعاد بـ استطاعتي فعـل الكثير !
آسفة حقـاً .. ولكنني أحبك !
أتوسّل إلـى الربّ / فلـ تختارك السمـاء ! "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق